كتبت هنادي الديري:في أحد الأيام، كان جوزف نادر (تسع سنين) يتحدث مع والده عن "الامور الحياتية" التي تشغل باله. وفي سياق الحديث، اعترف له بانه يعاني مشكلة في المدرسة، وانه تراجع في اللغة الفرنسية.السبب؟كان الصغير يعيش بكل بساطة في الغيوم.وعندما سأله والده، ما هي الامور التي تشغله في الغيوم، اجاب الصغير: "ثمة اشياء كثيرة، ولكنني لا استطيع ان أخبرك عنها".كان من المفترض ان ينتهي الحوار هنا، لكن جوزف اقترب من والده في اليوم التالي، وسأله بعدما استجمع ثقته بنفسه: "هل تريد ان تعرف ماذا في الغيوم التي اعيش فيها؟ لقد اخترعت شخصية صبي يدعى لوك".عندئذ فهم والده ان حياة ابنه ستتغير. وامسى ينفرد به كل ثلثاء ليروي له جوزف مغامرات لوك، الفتى الذي يعيش معه في الغيوم، والذي يملك قوة سحرية تمكنه من تغيير الواقع، ليجعله اكثر طرافة، وليضفي المرح على ايامه.وبعد تسعة اشهر من اللقاءات الاسبوعية، وُلد كتاب الرسوم المتحركة Luc magic، الذي وقعه جوزف امس في "الفيرجين ميغا ستور" بحضور عشرات الاصدقاء الذين اعتادوا ان يروي لهم جوزف قصص لوك في الاوتوبيس في طريقهم من المدرسة واليها.في الطابق العلوي من "الفيرجين" لا تهدأ الحركة. اولاد وضحكات عاليه، ثياب جديدة، واياد صغيرة تحضن الكتاب. خلف هذه الطاولة، يجلس جوزف بهدوء وثقة ويوقع للاصدقاء نسختهم."hi جوزف، مش مصدق إقرا قصص لوك. بشوفك بوكرا بالمدرسة"، يقول له احد الاصدقاء.يقترب بعض الصحافيين من الاولاد ويطرحون عليهم الاسئلة. البعض يبتعد ضاحكا، والبعض الآخر يعبر بثقة عن اعجابه بجوزف. يقول جورج عشر سنين: "قصص لوك مضحكة جدا. جوزف صديقي وانا اعرف انه يكتب جيدا". اما الرسوم التي وضعها انطوان غانم فقد "حبيتها كتير. الكتاب كلو بعقّد".حان وقت الالعاب. يجتمع الاصدقاء بالقرب من جوزف الذي يركز على التواقيع، وتهتم احدى الصبايا بطرح الاسئلة حول لوك الذي يعيش في الغيوم، وحول يومياته التي يتخللها السحر. ينقسم الحضور فريقين، "صبيان وبنات". الكل يتنافس على الاجابة عن الاسئلة فهم يتذكرون من جهة القصص التي طالما رواها لهم جوزف في الاوتوبيس، ومن جهة اخرى فان الكتاب صدر منذ ما يقارب الشهر، وسبق لهم ان غاصوا في صفحاته.من المستحيل ان يجد جوزف القليل من الوقت ليتحدث معنا، لكن والدته كلودين تقول: "عندما كان يشعر بالملل في الصف، كان يتخيل شخصية فتى يملك طاقات سحرية، اطلق عليه اسم لوك". تقترب احدى المعلمات وتقول ضاحكة: "اكيد مش بصفي!". ولان والده آمن بموهبته في الكتابة، سمح له بان يروي له القصص التي تنسجها مخيلته "في الغيوم" مرة في الاسبوع، شرط ان يركز على دروسه في الايام الاخرى.وهذا ما حصل.عندما تقول لوالدته ان الاولاد حضروا باعداد كبيرة، تضحك قائلة: "من المستحيل ان تتخيلي الامور التي يتقاسمها الاولاد في طريقهم من المدرسة وإليها".ولوك من الامور التي اضافت لمسة سحرية الى "رحلة الاوتوكار".
Saturday, March 1, 2008
جوزف نادر "العائش في الغيوم"يبتكر شخصية لوك ويولد الكتاب
كتبت هنادي الديري:في أحد الأيام، كان جوزف نادر (تسع سنين) يتحدث مع والده عن "الامور الحياتية" التي تشغل باله. وفي سياق الحديث، اعترف له بانه يعاني مشكلة في المدرسة، وانه تراجع في اللغة الفرنسية.السبب؟كان الصغير يعيش بكل بساطة في الغيوم.وعندما سأله والده، ما هي الامور التي تشغله في الغيوم، اجاب الصغير: "ثمة اشياء كثيرة، ولكنني لا استطيع ان أخبرك عنها".كان من المفترض ان ينتهي الحوار هنا، لكن جوزف اقترب من والده في اليوم التالي، وسأله بعدما استجمع ثقته بنفسه: "هل تريد ان تعرف ماذا في الغيوم التي اعيش فيها؟ لقد اخترعت شخصية صبي يدعى لوك".عندئذ فهم والده ان حياة ابنه ستتغير. وامسى ينفرد به كل ثلثاء ليروي له جوزف مغامرات لوك، الفتى الذي يعيش معه في الغيوم، والذي يملك قوة سحرية تمكنه من تغيير الواقع، ليجعله اكثر طرافة، وليضفي المرح على ايامه.وبعد تسعة اشهر من اللقاءات الاسبوعية، وُلد كتاب الرسوم المتحركة Luc magic، الذي وقعه جوزف امس في "الفيرجين ميغا ستور" بحضور عشرات الاصدقاء الذين اعتادوا ان يروي لهم جوزف قصص لوك في الاوتوبيس في طريقهم من المدرسة واليها.في الطابق العلوي من "الفيرجين" لا تهدأ الحركة. اولاد وضحكات عاليه، ثياب جديدة، واياد صغيرة تحضن الكتاب. خلف هذه الطاولة، يجلس جوزف بهدوء وثقة ويوقع للاصدقاء نسختهم."hi جوزف، مش مصدق إقرا قصص لوك. بشوفك بوكرا بالمدرسة"، يقول له احد الاصدقاء.يقترب بعض الصحافيين من الاولاد ويطرحون عليهم الاسئلة. البعض يبتعد ضاحكا، والبعض الآخر يعبر بثقة عن اعجابه بجوزف. يقول جورج عشر سنين: "قصص لوك مضحكة جدا. جوزف صديقي وانا اعرف انه يكتب جيدا". اما الرسوم التي وضعها انطوان غانم فقد "حبيتها كتير. الكتاب كلو بعقّد".حان وقت الالعاب. يجتمع الاصدقاء بالقرب من جوزف الذي يركز على التواقيع، وتهتم احدى الصبايا بطرح الاسئلة حول لوك الذي يعيش في الغيوم، وحول يومياته التي يتخللها السحر. ينقسم الحضور فريقين، "صبيان وبنات". الكل يتنافس على الاجابة عن الاسئلة فهم يتذكرون من جهة القصص التي طالما رواها لهم جوزف في الاوتوبيس، ومن جهة اخرى فان الكتاب صدر منذ ما يقارب الشهر، وسبق لهم ان غاصوا في صفحاته.من المستحيل ان يجد جوزف القليل من الوقت ليتحدث معنا، لكن والدته كلودين تقول: "عندما كان يشعر بالملل في الصف، كان يتخيل شخصية فتى يملك طاقات سحرية، اطلق عليه اسم لوك". تقترب احدى المعلمات وتقول ضاحكة: "اكيد مش بصفي!". ولان والده آمن بموهبته في الكتابة، سمح له بان يروي له القصص التي تنسجها مخيلته "في الغيوم" مرة في الاسبوع، شرط ان يركز على دروسه في الايام الاخرى.وهذا ما حصل.عندما تقول لوالدته ان الاولاد حضروا باعداد كبيرة، تضحك قائلة: "من المستحيل ان تتخيلي الامور التي يتقاسمها الاولاد في طريقهم من المدرسة وإليها".ولوك من الامور التي اضافت لمسة سحرية الى "رحلة الاوتوكار".
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment